.
يستمر المعهد الوطني للبحث الزراعي في العمل على تطوير أصناف جديدة من البذور المقاومة للجفاف، من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، إلا أن هذه الأصناف لم تجد بعد طريقها للوصول إلى المزارعين واستثمارها بشكل يمكن من تحقيق السيادة الغذائية للمملكة.
يقضي باحثو المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة بالمغرب ما بين 10 سنوات إلى 12 سنة، في تطوير أصناف جديدة من الحبوب المقاومة للجفاف والتغيرات المناخية، بحيث تتطلب هذه العملية تجارب عديدة قبل التمكن من استنباط صنف جديد يوفر مردودية أكبر للفلاح ويساعده على تلبية حاجياته من الحبوب.
ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تتطلب العديد من الإمكانيات، ما يستدعي إعطاء أهمية أكبر لتطوير الأصناف وتشجيع البحث الزراعي في هذا الإطار.
وفي هذا الصدد، سلط أحمد عامري، ممثل مقيم للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة بالمغرب ومحسن الحبوب، الضوء على معيقات تسويق هذه البذور وكذلك مميزاتها وخصائصه، مبرزا في تصريح للأولى، أن إيجاد الصنف المناسب من الحبوب هو أهم عامل في الإنتاجية، والصنف الجديد الذي ينتجه المعهد الوطني للبحث الزراعي يعمل على إعلاء مردودية الشعير والقمح الطري والقمح الصلب، بحيث يمكن تحقيق، من خلال هذا العامل، تقدم كبير بالنسبة للسيادة الغذائية في الحبوب. و”الصنف” عبارة عن مكونات جينية تشمل خصائص مقاومة للأمراض والحشرات والملوحة والجفاف والحرارة المفرطة.
وتمتاز هذه الأصناف الجديدة التي استنبطها المعهد الوطني للبحث الزراعي بكل هذه المميزات، فهي مقاومة للجفاف والأمراض والحشرات الفتاكة، كما لهذه الأصناف جودة عالية، وتمتاز بتأقلمها مع الإجهادات البيئية وإعلاء المردودية.
لكن ما الذي يعيق وصولها للمزارعين، وفي هذا الصدد، يقول عامري، “بالنسبة لأسباب عدم وصولها للمزارعين فتتجلى أساسا في كون هذه الأصناف تستدعي أولا المرور عند مكثر البذور عن طريق شراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي وشركة “سوناكوس” التي تأخذ البعض من هذه الأصناف فيما تتكلف شركات أخرى بالباقي لتسويقها وإكثارها.”
وللأسف، استفادة المزارعين من هذه الأصناف لم تجد، لحدود الآن، طريقها إلى المزارعين، ما يتطلب بذل مجهود كبير بالنسبة لإكثار بذور هذه الأصناف، وهذا ما يقوم به المعهد الوطني للبحث الزراعي حاليا، بحيث يعمل على إيجاد طرق نشر هذه الأصناف عند أكبر عدد من المزارعين.
ويجب معرفة أن عملية إكثار البذور بالنسبة للحبوب تمر عبر 5 سنوات ومراحل، هناك 4 سنوات بما يسمى بالبذور الأساسية وبعدها البذور المحسنة التي تباع للمزارعين.
ويوجد في المغرب حاليا أكثر من 35 صنفا من القمح الطري، استنبطها المعهد الوطني للبحث الزراعي، و30 صنفا بالنسبة للقمح الصلب، و27 بالنسبة للشعير. وتوجد أصناف تتأقلم مع المناطق الجافة وشبه الجافة المقاومة للجفاف، وأصناف ملائمة للمناطق المروية والمطرية.
telexpresse.com/:المصدر