تستعد تونس لاستلهام تجربة المغرب في مكافحة الحشرة القرمزية Dactylopius Opuntia التي تصيب نبات الصبار، إذ أكد عماد الباي، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل، في تصريح إعلامي لإحدى الإذاعات الخاصة التونسية، أن “أحد المختبرات التونسية المختصة في تربية الحشرات النافعة حصل على ترخيص لإدخال حشرة الدعسوقة المكسيكية من المملكة المغربية، ليشرع فور إدخالها إلى البلاد في توزيعها وتعميمها على المساحات المتضررة من انتشار الحشرة القرمزية”.
وأوضح المسؤول التونسي ذاته أن “اتحاد المزارعين التونسيين يسعى بالتعاون مع هذا المختبر لإدخال هذه الحشرة المقاومة للحشرة القرمزية من المغرب في إطار الاستئناس بتجربة الفلاحين المغاربة في هذا الصدد”، موضحا أن “المغرب راكم أكثر من ثلاث سنوات من الخبرة في هذا المجال، وبالتالي يتعين أن نبدأ من حيث انتهى في مكافحة هذه الآفة لضمان السرعة والنجاعة في الأداء وربحا للوقت كذلك”.
وسجل رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل أن توريد “الدعسوقة المكسيكية”، المقاومة لهذه الحشرة التي اكتشفت لأول مرة في المغرب في نهاية العام 2014 على مستوى إقليم سيدي بنور، ليس “الحل النهائي والوحيد للحد من انتشار هذه الحشرة، إذ يستوجب الأمر بالإضافة إلى ذلك إقرار خطة وطنية في إطار مقاربة وقائية لتأمين ضيعات التين الشوكي بالمناطق التي لم تضرر بعد بهذه الحشرة”، التي يطلق عليها البعض اسم “الوحش الأبيض”، إذ تظهر على نبات الصبار على شكل كومة بيضاء شبيهة بالقطن.
في هذا الإطار، قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن “المغرب سبق أن أدخل هذه الدعسوقة من المكسيك عبر دفعيتين لتقليص نسبة استعمال الأسمدة والمبيدات، إذ إنها تقاوم أيضا بعض الحشرات التي تصيب مجموعة من الخضر على غرار الفلفل والطماطم”، مشيرا إلى أن تونس أيضا تريد هي الأخرى أن تستفيد من التجربة التي راكمتها الخبرة الفلاحية المغربية على هذا المستوى.
وأضاف أوحتيتا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ضخ الحشرات المقاومة للآفات التي تصيب المنتجات الزراعية في النظام البيئي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للفلاحة التونسية التي تعاني منتجاتها من انتشار مجموعة من الأمراض والحشرات الضارة”، موضحا أن “المملكة المغربية طورت أصنافا من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية، حيث تم إنشاء عدد من المشاتل وانطلقت عمليات غرسها في المناطق التي تعرف انتشارا كبيرا لهذه الحشرة التي تقضي على نبتة الصبار”.
وخلص الخبير الفلاحي ذاته إلى أن “الدولة والمختبرات التونسية يمكنهما أيضا الاستفادة بشكل كبير من تراكمات ونتائج البحث العلمي الزراعي المغربي على هذا المستوى، خاصة وأن هذا البلد المغاربي يعتبر من الدول الرائدة على مستوى إنتاج زيوت الصبار، وبالتالي الحفاظ على استدامة الإنتاج والمشاريع الصناعية في هذا الإطار”.
من جهته، أكد محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الشهر الماضي، تفاعلا مع سؤال برلماني حول الموضوع، أن “المكافحة الناجعة للحشرة القرمزية تتم بإشراك الفلاحين، إذ أثبت هذا النهج فعاليته في الميدان ومساهمته في علاج الصبّار المُصاب، وذلك بتأطير من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) وتنسيق مع مختلف الشركاء”.
وأشار الوزير إلى معالجة أزيد من 93 ألف هكتار من الصبار المصاب، وتدمير أكثر من 15 ألف هكتار من الصبار شديد الإصابة منذ انطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الحشرة القرمزية في يوليوز 2016 إلى نهاية شهر دجنبر الماضي.
المصدر: www.hespress.com