تزامنا مع اقتراب موسم قطف التين الشوكي تعود الحشرة القرمزية “Dactylopius opuntua” مرة أخرى لتجتاح مساحات واسعة من نبات الصبار في بعض المناطق الزراعية بالمملكة؛ وهو ما يؤثر سلبا على إنتاج فاكهة التين الشوكي وتكبد المزارعين خسائر مادية جسيمة.

وفي ظل انتشار هذه الحشرة وتزايد عدد الشكايات من قبل المواطنين بخصوص الأضرار التي تلحقها هذه الأخيرة بنبات الصبار وإفساد ثماره، قام عدد من الخبراء والباحثين بكل من المعهد الوطني للبحث الزراعي ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وغيرهما بمجموعة من التجارب لمواجهة هذه الآفة.

وفي هذا الإطار، قال رشيد بوهرود، باحث بالمركز الوطني للبحث الزراعيINRA” أكادير، إن “الأبحاث التي نقوم بها لمحاربة الحشرة القرمزية هي أبحاث صديقة للبيئة، بحيث نستبدل المبيدات الحشرية بالماء و’الصابون البلدي’ بالإضافة إلى عملية التقليم (الزبير) التي تساهم بشكل كبير في النقص من هذه الحشرة”.

وأكد بوهرود، في تصريحه لهسبريس، أنه “بالإضافة إلى التجارب السابقة تعد تجربة المكافحة البيولوجية من التجارب المهمة جدا لما لها من تأثير إيجابي على البيئة والإنسان معا”، موضحا أن “هذه التجربة تعتمد بالأساس على دعسوقة “trifurcata” المستوردة من المكسيك والتي تتميز بقوة افتراسية كبيرة للحشرة القرمزية”.

وأضاف الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي أكادير أن ”تجربة المكافحة البيولوجية أبانت عن نتائج إيجابية منذ البداية، بحيث تم إطلاق الدعسوقة المستوردة من المكسيك والملقبة بـ”مسعودة” في منطقة آيت باعمران جنوب المملكة، التي تضرر فيها الصبار بهذه الحشرة؛ إلا أن دعسوقة”trifurcata” تمكنت من القضاء على حشرة القرمزية بصفة نهائية”.

وتابع المتحدث نفسه أنه “من خلال دعسوقة “مسعودة” سنتمكن مستقبلا من إنقاذ أصناف أخرى من الصبار غير المقاومة لحشرة القرمزية سواء المتواجدة بجنوب المملكة أو شمالها”، مشيرا إلى أن دعسوقة “مسعودة” ستساعد بشكل كبير على الحفاظ على صنفي الصبار الملقبين بـ”عيسى وموسى” الموجود بمنطقة آيت باعمران و”الدلاحية” الموجود بشمال المملكة واللذين يعتبران من أجود أصناف الصبار التي تتوفر عليها أسواق المملكة”.

وأورد بوهرود أن “تجربة المكافحة البيولوجية هذه تمت بشراكة مع كل من المعهد الوطني للبحث الزراعيINRA” ومؤسسة “دار السي احماد” بالإضافة إلى شركة “SAOAS”التي استوردت الدعسوقة “trifurcata”بترخيص من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “ONSSA”، مضيفا أنه “لولا هذه الشراكة المنعقدة بين مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص لما تكللت هذه التجربة بالنجاح”.

المصدر : hespress.com (النسخة الالكترونية بتاريخ 31/05/2023)

روابط أخرى : al3omk.com (النسخة الالكترونية بتاريخ 27/05/2023); assafir.ma (النسخة الالكترونية بتاريخ 27/05/2023)

يمكنك أيضا مشاهدة هذا الروبورتاج (قناة العمق المغربي)