-توالي السنوات العجاف، جراء التغيرات المناخية، قاد بالضرورة إلى الاعتماد على الفلاحة المقاومة للجفاف، هل تصلح هذه الأخيرة بمختلف المناطق على اختلاف جغرافيتها؟

يختلف مناخ المغرب حسب المناطق. فالشمال الغربي أكثر رطوبة ويصبح المناخ أكثر جفافا باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، كذلك المناخ بالجبال يكون أقل جفافا. لكن عموما، يشتغل المعهد الوطني للبحث الزراعي على خرائط ملائمة المزروعات للأراضي الفلاحية باعتماد المعايير المناخية ودمجها مع خصائص التربة مع محاكات سيناريوهات التغير المناخي.  تظهر نتائج هذه المحاكات انتقال رقعة بعض الزراعات الموجودة حاليا كالزهريات التي تحتاج للبرودة والنخيل التي سوف يمكن زراعة بعض أصنافها شمال جبال الأطلس الكبير وكذلك ضرورة اعتماد بعض المزروعات البديلة التي تقاوم ظروف التغير المناخي كالحرارة المفرطة والجفاف. من جهة أخرى يجب اعتماد أنظمة إنتاج مقاومة للجفاف كالزراعات البينة أو ما يعرف بالحراجة الزراعية وخلائط الأصناف وكذلك الزرع المباشر بالنسبة لأنظمة الحبوب.

إلى أي حد تنسجم هذه المبادرة، مع الرؤية الاستراتيجية لمخطط الجيل الأخضر 2020-2030، الذي أطلقته وزارة الفلاحة والصيد البح والتنم القروية والمياه والغابات بهدف تعزيز السيادة الغذائية؟

تعتمد استراتيجية الجيل الأخضر لتحويل الأنظمة الغذائية نحو السيادة الغذائية عن طريق تفعيل محور ''الزراعة المرنة والناجعة بيئيا''. يعتمد هذا المحور أربعة أهداف هي تطوير النجاعة المائية ببرامج التهيئة الهيدروفلاحية وتعبئة الموارد المائية غير التقليدية، تطوير النجاعة الطاقية عبر مواكبة الفلاحين للانتقال للطاقات المتجددة، استدامة التربة الفلاحية عبر نشر تقنيات الزراعة الحافظة، واعتماد الزراعات المقاومة للجفاف والأنظمة الزراعية المرنة لملائمة الفلاحة المغربية لمؤهلات المناطق المختلفة.  وفي الواقع يساهم المعهد الوطني للبحث الزراعي في الوصول لهذه الأهداف الأربعة من خلال البحث والتطوير والابتكار وكذا المساهم في نشر الابتكارات بشراكة مع فاعلين عموميين وخواص. فعلى سبيل المثال، يقوم المعهد بتنسيق برنامج طموح يهم نشر تقنية الزرع المباشر على مليون هكتار وهو ثمرة أبحاث طويلة الأمد أنتجت معارف حول المسار الزراعي وكذلك تكنولوجيا البذار المباشر.

-القطاع الفلاحي ببلادنا، له صيت واسع على مستوى أشجار الزيتون التي تعد مقاومة للجفاف، إلا أنها توسعت في الآونة الأخيرة، وأصبحت ملاذا للفلاحين الذين اعتادوا على الزراعات التقليدية كالقمح والشعير...، هل ترى أن هذه مبادرة ناجعة لتحقيق اكتفاء ذاتي؟

لقد كان لمخطط المغرب الأخضر أثر إيجابي على توسيع رقعة بعض الزراعات وتكثيفها ومنها الزيتون. ولقد كان الهدف من تحويل بعض أراضي الحبوب في المناطق شبه القاحلة للزيتون هو تثمين هذه الأراضي بحيث تضمن دخلا أفضل للفلاح. وبالفعل يستطيع الزيتون تثمين المياه بشكل أفضل من الحبوب من خلال تساقطات مطرية في حدود 200 ملم.

المصدر :  جريدة رسالة الأمة (النسخة الالكترونية بتاريخ 22/03/2024)